حياة في سطور - صراع مع النفس - .. (( الجزء الثاني ..

- تعبت كثيرا من ذلك وكنت اري بعين الجميع رغم احتوائهم عين الشفقه علي حالي المسكين وعدم وجود اي صديق بحياتي الا اني رأيك عين الصرامه الواضحه والاصرار علي المبادئ وبيوم من الايام كان مرض والدي الخفيف الذي لم يأبه به يشتد يوما تلو والاخر وهو ايضا لا يعبأ الا ان سقط بسريره مريضا رغم احساسي وقتها بالفرح فقد كنت افكر بأي وسيله للأبتعداد عن هذا الشكل العسكري في التعامل فلم افكر وقتها بالمرض وماهية هذا المرض .

- ليذهب لطبيب ويقول له (( استاذ ايمن عندك تضخم في عضلة القلب وتليف رئوي ضخم )) رغم اني لم افهم ما قاله الطبيب ولم افهم اشياء اخري كثيره , فقد كان هذا المرض هو العاصفه التي عصفت ببيتنا ولزم والدي طريح فراشه وانا لم أأبه بهذا المرض فأنا لم افكر به ولم اعلم ما هو المرض لاني لم امرض ولم اشعر بالمرض .

- اتي شيخ المسجد واصدقائه للأطمئنان عليه وانا معهم ويقولون له (( شده وتزول يا استاذ ايمن )) (( شد حيلك يا راجل وقوم بالسلامه )) وبعض الجمل المطمأنه .

- بقي ولدي طريح مرضه مده طويله وتغير حاله الي شخص هذيل ضعيف ابكاني كثيرا وانا ابكي لتوي وانا اكتب لكم قصتي التي كانت حياتي وكان والدي يمنع عليه اشياء كثيره منهم المجهود الكبير وارهاق قلبه المريض رغم زيادة التليف الرئوي بشكل كبير مما اضعف قدرته علي التنفس ومع العلاج الخاطئ والتشخيص الغير سليم لحالته المرضيه واعطائه ادويه ساعدت علي زياده مرضه فقد ساء حال والدي جدا وتحول كثيرا الي العجز عن الحراك والالم الشديد بمختلف الاماكن بجسده المنحول حتي البكاء وبيوم ما تناديني والدتي ان اتي مسرعا في اجازه الصف الثاني الاعدادي بعد انتهائها وحصولي علي الترتيب ال3 علي المدرسه التي كنت بها بمجموع جيد وكنت فرحا وتقول لي اذهب واحضر هذه الحقنه من الصيدليه وقل للدكتور اسمها الذين نسوه لان والدك مرض جدا كانت للأسف هو اول يوم اشعر بأن والدي مريض وكنت ابكي وقال لي لا تبكي وقال لي (( ابوك اسد وهيفضل اسد )) وبأسلوب فيه تحدي للوحش الكبير وبأختبار عظيم لوالدي الطيب وكانت لأول مره اذهب جريا الي الصيدليه واقول للدكتور اسم الحقنه ومنع الدكتور اعطائي اياها فنفرته وذهبت الاخري واحضرتها وعدت ايضا جريا والمسافه كانت كبيره جدا واعطينا له علاجه .

- بقي الحال هكذا فترة من الزمان كانت بعض الشهور وها قد اشتد المرض مرة اخري نقل والدي الي العنيه المركزه بسيارة الاسعاب لمرضه الشديد وجلس هناك مده ليست بالقليله وكان هذا ببداية نوفمبر من تواجدي بالصف الثالث الاعدادي كنت بها مراهقا وقف والدي بجابني اناذاك وحاول ان يشكل شخصيتي لكن مرضه لم يكن بالشكل الذي يجعلني انسي زميلي هذا وافكار الانطلاق والابتعاد , لا انكر ان والدي بعض المرض تغير كثيرا واصبح تعبا جدا ومنع من الذهاب للعمل لكنه كان يكره هذا فكان يأتي الي المدرسه ويذهب بعض الشئ الي العمل ان قدر علي ذلك , والدي الان ابالعنيه المركزه وانا ذاهب اليه بعد استقرار حالته كنت احضر طعامه وكان هناك خالي وزوج خالتي وزوج خالتي الاخر كانوا بجانبه وها انا ادخل علي والدي لأراه جليس سرير المشفي وانا ارقبه بحزن شديد وابكي من هول الصدمه كان يمنعني من البكاء دوما علي احد لكن والدي لم يكن يوما بشخص عادي امنع من البكاء عليه رغم حزني من بعض ما كان يفعله بي لكني كنت متعلف به كثيرا وهو ايضا كان يحبني وعند دخولي غرفة العنايه وجدت جهازا يصدر بعض الشارات المتقطعه لقياس النبض وانتظامه لكن قلب والدي مريض وكان ينبض بعدم انتظام , جلست يومها بجانبه وجلس يتكلم معي عن منزلنا وماذا افعل حينها وطلب من الحاضرين بالابتعاد واغلقت الغرفه وتحدثنا طويلا كان الامتحان قد اقترب كثيرا واوصاني علي اخوتي ومذاكرتي وقد كنت حينها حزين جدا وادعوا الله له بالشفاء وكنت حينها وقبل ذلك احضر معه جلسات علاجه والكشف وكنت احاول ان افهم حاله والدي وبأخر يوم حضرت فيه بالمستشفي جلس وتحدث كثيرا وضحك وابتسم وقبلني علي غير العاده وكأنها (( الرسالة الاخيره )) لم احسن الاستيعاب وهو يذكر لي ما حدث يومها من العلاج الخاطئ الذي توقف له قلبه بضع ثواني ثم عاد مره اخري علي قيد الحياه .

- اوصاني علي حياتي ودراستي وها انا ذاهب الي بيتي وتسوء حالته يومها ايضا ليلا لنقل الي معهد ناصر ولم يكن بمقدوري المكوث معه وعلمت بعدها انه ذهب هناك تحدث معي تلفونيا عن استقرار حالته الصحيه بشكل جزئي وكان معه اخوانه من اعمامي وعماتي وبعد الاستقرار التام للحاله وخرج من المستشفي وقد اعطوه الدواء الصحيح والتشخيص السليم قرر الذهاب الي منزلنا في الدقهليه وكان قويا الكفايه علي ذلك لكن خر والدي سقيط منيته بعدما سلم علي الجميع وكأنها (( الرسالة الاخيرة )) ايضا لنتلقي اتصالا من جدتي وتقول (( تعالي حالا يا اشرف وهات والدتك واخواتك )) وفعلت وهممنا بأيقاف سيارة اجره وكانوا قد جهزو سياره اخري لتأخذ والدتي الي الدقعليه دعوة منهم ان والدي يريد لقائها وقد حاول شخص ان يعزيني في والدي وانا لم اكن اعلم حينها وضربته ضربا مبرحا ودخلت وأتت خالتي بيتنا وجلست معنا وكانت تذل كثيرا بكلماتها وتخطئ وتبكي وحينها علمت بالطامه .

- والدي الان متوفي وبالفعل كانت الرسالة الاخيرة , سقطت متأثرا بصدمتي وكان هذا العام هو عام النكبه وبعدما استفقت من ثباتي لم اسطع ان اتمالك نفسي لأسقط عدة مرات وخالتي تفيقني من نومي لكي لا اكشف لاخوتي هذه الفاجعه وبالفعل لم نفشي خبرا لأحد وحاولت ان اتمالك نفسي وحينها كنت لا اذكر من هو زميلي ومن هي دراستي ومن هي الدنيا وكنت اثق تمام الثقه ان والدي علي قيد الحياه وكنت اتصل دوما بأي شخص كي يقول لي انه علي قيد الحياه كما كان في السابق .

- وها هو الجمعه وانا ذاهب لدرس الرياضيات عند استاذي عمرو الذي كان اقرب مدرس الي قلبي فقد كنت احبه كثيرا وهو من اكتشف هوياتي بمادة الرياضيات واكتشف دقتة النتائج وكشف لي عن رؤيته لي بالمستقل وها هو يسألني عن حال والدي لأخر بكائا كثير واقول له والدي توفي امس ولم اسطع التوقف وهربت مسرعا من بيت استاذي ليلحقني هو ويجلس معي ويحاول ان يهدء من روعي واوصلني الي المنزل وها انا اذهب السبت الي المدرسه وها قد علم كل من في المدرسه بفاجعتي وحين دخولي بوابة المدرسه ليأتيني المدير وادارة المدرسه من احبوا والدي وشاركهم فرحهم وهمهم ليأتوا بي من الطابور ويأخدوني الي مكتب المدير وعندما علمت انهم علموا بكيت كثيرا لذلك فقد كنت ابكي علي شعره وجلسوا معي وتغيرت امور الحياة كثيرا .

- كان هذا كله لحظه فارقه في حياتي فحاولت والدتي حينها ان اترك المعتنق الوحدودي في الدنيا وان اعيش حياة الجماعه مع اصدقاء واخذوني اماكن عديده لينسوني من هول صدمتي التي لن انساها وتخرجت انا من الصف الثالث الاعدادي بمجموع جديد لأذهب الي مركز للياقه البدنيه ليموت زيل اخر ليا ضربا بالرصاص من ابن ضابظ صديقنا بالخطأ وها هو يذكرني بما حدث فقد خسرت شخصا غاليا اخر لكني لم اعلمه كثيرا ابتعدت فورا عن المركز واخذت معتنقا اخر في المنزل ودخلت الصف الاول الثانوي وعقلي مشتت كثيرا وتعرفهم علي من هم جدد واقابل الزميل الاول لنتكلم مرة اخري وتحيا بعقلي فكرة الحرية الابتعاد عن كل شئ قديم .

- ابهرني كلامه المعسول المنسق وكان صمتي المعتاد هو الشكل الطبيعي لكل حوار بيننا ليعرفني لأول مره بعد نهاية الصف الاول الثانوي علي شئ يدعي كمبيوتر واذهب معه الي منزله لأول مره في حياتي ان اخرج الي شخص لا اعرفه ووالدتي ساعدتني علي تحويل شخصيتي ولم تبدي اي اعتراض علي ذلك وها قد بدأت الحريه بذهابي لقصر الثقافه ع وها انا وانا افوز بأنتخبات برلمان السلام ليكون هذا اول تعامل حقيقي مع كوكب المريخ وافوز علي بنتين اصغر مني سنا لكنهم اشهر مني وافوز بنسبه ساحقه اهلتني علي دخول المعتنق الفكري بداية دخلت لأشارك ليس للفوز وها انا علي مسرح قصر الثقافه وانا اتكلم عن برنامج انتخابي للتوعيه انا وزميلي هذا وها قد صفقت ليا الجموع لأبدأ اقرأ وأتعلم واتثقف واشاهد التلفاز واتناقش في حال القصر مع زميلي هذا بقي هذا الحال كثيرا وانا اتعلم واستزد من المعرفه ويشد عودي فيها واناقش واتناقش , كان زميلي حلما لم افكر في الوصول اليه .

نكمل في الجزء الاخير ان شاء الله ..